يـا حـامل الـورد، غـطّى وردك الـخجلُ
كــفّـاك أجــمـل مـــا قُـــرّتْ بـــهِ الـمُـقَـلُ
.
فـكـيـف بـالـوجْه لــو جــزءًا بــدى لـغـدوا
صـرعـى وتـاهـوا سـكارى فـيه واقـتتلوا
تـجـمّـع الـحـسـنُ فــي خـدّيـك أجـمـعهُ
وانْـسـابَ مــن شـفتيك الـراحُ والـعسلُ
.
أمـا الـعيون، فـسبحان الـبديع!، فـكم
فـي سـحرِ عـينيك هام العاشقُ البطلُ
.
يا حـامل الـورد، مـا لـي فـيه، معذرةً
الـــورد يـــذبـــل إلا أنـــت تــكــتـمـلُ
.
قد أُخمدتْ كلُّ نارٍ في الحشا اشْتعلتْ
ولـــم تـــزل جـــذوة الأشــواق تـشـتعلُ
.
قـــالــوا تــيــتّـم قـلــبٌ مـــات والـــــدهُ
لـكـنّـهـم لـحـقـيـق الـيـتـم قـــد جـهـلـوا
.
الــيُــتْـمُ يـــتــم فـــــؤادٍ غــــاب ســاكـنـهُ
عـــن الــوصـال ولـــم تـعـبأْ بــه الـسّـبُلُ
.
.
يــا حـامل الـورد، فـاح الـعطر مـنك فـإذْ
بــمـاء عــطـرك صــبْـحُ الــكـون يـغـتسلُ
.
يــا حـامل الـورد، فـيك الـناس تـعذلني
فـلـو يـذوقـون جـمـر الـشـرق مـا عـذلوا
.
.
قــــد أوصــدتــك بــقـيـدٍ فــــي مـحـبـتها
فــكـيـف تــرجــو فـكـاكًـا أيــهـا الــرجـلُ!
.
هـي الـتي فـي عـروق الجسم ساريةً
لا شــــيء إلا هــواهــا فــيــه أنــشـغـلُ
.
لا شـــيء والله عــنـدي فــوق وصـلـكمُ
فــوصـلـكـم جــنــتـي إنْ يُــبـلـغ الأمــــلُ
.
أراقـــب الـصـبـح عـــلّ الـصـبـح يـجـمعنا
وفــــي الــمـسـاء أراهـــا تــهـزأ الـحِـيَـلُ
.
فـــلا الـصـبـاح أتـــى بــي نـحـوكم أبــدًا
ولا الــمــسـاء جــلـيـسٌ فــيــه أحــتـفـلُ
.
مـعـلّـقٌ بـيـن شـوقـي والـمـسافة، إنْ
تـعـاظم الـشوق حـتمًا لا تـفي الـسبلُ
.
فـكـيــف ألــقـــاك؟ والأيـــــام تــبـعـدنـي
عـــن الــلـقـاء، فـلـيـت الـبـعـد يـرتـحـلُ
.
يـكـفي الـحـقيقة أنّــي فـيـك فــي ولـهٍ
ولـيـس غـيـرك لــي فــي عـالمي بـدلُ
.
كـلٌّ يـــرى الـــزاد فـــي أقــواتـه، وأنــا
رأيـــــت أنّ حـــيــاة الــعــاشـق الــقُــبَـلُ
.
فــجـئـت لـلـشـيـخ أسـتـفـتيهِ مـسـألـةً
مــا حـكـم مـن بـنبيذ الـثغر قـد ثـملوا؟
.
فـتـمتم الـشـيخ فــي ســرٍّ، وهـاتفني:
عـلـيـه أجـــران، طــوبـى لـلـذي فـعـلوا
.
فقلت: يا شـيخُ، بعض الناس يزجرني
فـقال لـي: جـلّ أهـل الأرض مـا عقلوا
.
الـعشق في الناس فرضٌ إن ظفرتَ بِهِ
فـجُــدْ بــوصــلٍ، فـــآلامُ الــنـوى جــلـلُ
منيرالهتار