طوفان الأقصى
مِــنْ مَـطْـلعِ الـصّبحِ أطـلِقْ سـهمَكَ الآنـا
واعْــبُـرْ إلـــى الـنـصرِ بُـركـانًا وطـوفـانا
.
أطـلِـقْ شُــواظَ جـحـيمٍ، وانْـطلِقْ حِـممًا
واخْــلـعْ قــلـوبَ الــعِـدى، فاللهُ مــولانـا
.
اللهُ أكــــبــــرُ، فـــاهـــتــزّتْ قــلــوبُــهـمُ
رعـبًـا، وصــاروا "مِــنَ الـقـسّام" جـرذانا
.
فـرّوا إلـى الـجُحْرِ من ظِلّ الصقورِ وهلْ
يُـغـني الـفـرارُ إذا مــا الـموتُ قـدْ حـانا!
.
أيــنَ الــذي قِـيْـلَ عـنـهمْ: لا شَـبِـيهَ لَـهُمْ
مَــــنْ كــــانَ جـيـشُـهُـمُ بـالـذِّكْـرِ رنّــانـا!
تـشـتّـتـوا بــيــنَ مــقـتـولٍ وقــيـدِ يَـــدٍ
وعـقـلُـهمْ مِـــنْ ذُهـــولِ الأمــرِ سـكْـرانا
.
كــــمْ ضــخّـمـوهُ ولــكــنْ كـالـدّخَـانِ إذا
هــبّــتْ ريــــاحٌ فــنـى مـعـنـىً وبُـنـيـانا
.
.
اللهُ أكــــبـــرُ، جــــاؤوكـــمْ أشـــاوِســـةٌ
يــفــدونَ بــالــروحِ والأبــنــاءِ أقــصـانـا
.
أضْـحَـوا شُـعـاعَ صـبـاحٍ لا انْـقـطاعَ لَــهُ
مُــــذْ نــصّـبـوهُ عــلـى الأيـــامِ سـلـطـانا
.
بـــــدرٌ تـــعــودُ، خــيــولُ اللهِ صــافـنـةٌ
داســـتْ حـوافـرُهـا مـسْـخًـا وشـيـطـانا
.
تــوارثـوا الـعـزمَ والإقــدامَ مُــذْ عُـرِفـوا
فـخُـلِّـدوا فـــي ســمـاءِ الـمـجدِ عِـنـوانا
.
شعبٌ يرى العيشَ في ساحِ الوغى قدَرًا
فـــمــا اســتـكـانَ ولا ولّــــى ولا خــانــا
.
مــا ذلَّ مــا كــلَّ مــا ضـلَّ الـطريقَ ومـا
زلّـــــتْ بـــــهِ قـــــدمٌ، كـــــلّا ولا لانـــــا
.
لا يـقـبـلُ الـضـيـمَ، لا يُـعـطي مـسـاومةً
عـــن حـفـنـةٍ مـــن تــرابٍ صــارَ بـركـانا
.
يـعـدو إلــى الـمـوتِ لا يـخـشى مـخالبَهُ
لــســانُـهُ: رَبُّ هـــــذا الــكــونِ يــرعـانـا
.
مـهـمـا تـجـبّـرَ طــاغـوتُ الـيـهـودِ فــلـنْ
تــــرونَ مــنــه مــــدى الأيــــام إذعــانـا
.
جــــذورُهُ راســخــاتٍ كـالـجـبـالِ، فــمـا
يــومًــا تــزعــزعَ بــــل يــــزدادُ إيــمـانـا
.
.
يــا إخــوةَ الـدّيـنِ، هـبّوا نـحْوَ إخـوتِكم
يـكـفـي انْـبـطـاحًا وتـصـعـيرًا وخــذلانـا
.
أمــا تــرونَ ائْـتـلافَ الـكُـفرِ فــي عـلـنٍ!
ألــيـس هــذا لـخـوض الـحـرب إيـذانـا!
.
مـا الـصمتُ يـجدي ولا الـتنديدُ يوقفهم
بـــــل الـــوثــوبُ زَرافـــــاتٍ وَوُحــدانــا
منير الهِتَار